سيجموند فرويد

(سلمى عبدالوهاب)

عندما نتعمق في دراسة تيار التحليل النفسي الكلاسيكي لا نفصل بنية التيار المعرفية ومضمونها الفكري عن شخصية مؤسسه “سيجموند فرويد”.

يكمن تفرد فرويد واعتباره من أبرز مصلحي الفكر الإنساني في القرن العشرين ليس فقط إسهاماته كعالم نفس، لكن أيضًا بإمتلاكه لجميع مقومات المبدعين من العبقرية والجرأة وتعدد الإهتمامات.

تمثلت جرأة فرويد آن ذاك بتمرده ونقده لكثير من المسلمات والثوابت في المجتمع العلمي –مفاهيم ونظريات-، بداية من تناوله لمفهوم التركيب الجنسي، وحتى في ابتعاده تمامًا عن التقسيم الشائع والمألوف للشخصية واهتمامه بما وراء قناع الوعي، ليدرس صراعات الفرد الكامنة في اللاشعور.

انعكست شخصية “فرويد” المتفردة في شمولية تيار التحليلي؛ فلم تكن فقط نظرية في العلاج النفسي كغيرها، لكن كانت بمثابة نظرية مفتاحية للعديد من العلوم الإنسانية الأخرى كالفلسفة، وعلم الإجتماع، وعلم الأنثروبولوجيا والأديان والمعتقدات القديمة، بالإضافة لتطرقه لميثولوجيا العالم القديم، الفن والأدب.