السلوك في التحليل النفسي الفرويدي

(سلمى عبدالوهاب)

تفسر النظرية التحليلية الكلاسيكية “السلوك الإنساني” أنه ما هو إلا تسوية للصراع بين منظمات الشخصية الثلاث:    

-“الهو” يمثل الرغبات والغرائز البدائية.

-“الأنا العليا” ويمثل كل ما هو مثالي، وهو بمثابة درع الشخصية الأخلاقي.

-“الأنا”تمثل كل ما هو واقعي، أي تكون الأنا جزءً من الهو ولكن تم تهذيبه ليتناسب مع المعايير الأخلاقية والثقافية للمجتمع أثناء مرحلة التنشئة الاجتماعية.

تعمل الأنا الواقعية على محاولة التوفيق بين ما يرغبه الفرد (الهو) وبين ما يُمليه المجتمع من معايير (الأنا العليا) قد تُحبط تحقيق الرغبة؛ فتقوم الأنا بإلجاء الاشباع حتى يتناسب توقيت تحقيق الرغبة أو اللجوء لتسوية؛ فيتم تحقيق مبدأ اللذة لكن بطريقة أخلاقية تناسب الواقع المجتمعي.

إذا نستطيع القول أن “الشخصية” تكون محصلة هذا التفاعل بين البنيات الثلاث، والذي يتمثل بعلاقة دياليكتيكية تقاعلية.

فيكون هنا السلوك الظاهر ما هو إلا نتيجة لتلك التسوية؛ فمن هذا المبدأ يمكن اعتبار التسوية هي الشكل الذي يتمثله المكبوت ليتم قبوله ليطفو على السطح.

دائما ما تطالب الرغبة المكبوتة في التعبير عنها، فعندما تفشل الأنا في تحقيق تلك الرغبة، يتم كبتها على مستوى اللاشعور، ولكن تظهر في هيئة عَرَض، هفوات، وحتى قد تتجسد تلك المكبوتات  في الحلم -وصفه فرويد بأنه البوابة الملكية للاشعور-.

فعند ظهور المكبوتات في شكل لاواعي وغير مفهوم، تكون هنا الأنا تسنت لها الفرصة بالتنفيس عن الرغبات بدون المساس بالمعايير الأخلاقية المجتمعية، ويمكن أن تكون النكات ذات الطابع العدا.ئي والجن.سي مثال على ذلك.