“كل النساء هستيريات, كل الرحال بلهاء”
(سلمى عبدالوهاب)
ربما لو قيلت هذه الجملة -لا سيما الشق الأول منها- في القرن التاسع عشر لاعتبرها المجتمع العلمي فرضًا علميًا صحيحًا تمامًا مع عبارات الإطراء لكاتبها، ولن يتوقف أي عالم عند هذا الحد!
لكن الآن… لا تتماشى تلك الجملة مع معايير التشخيص الحالية.
كان من الشائع التشخيص بناءً على جنس الفرد وليس الأعراض الذي يعاني منها، فكانت تتم قولبة المصطلحات العلمية لتتماشى مع ذكورية المجتمعات آنذاك.
لكن ماذا “طرأ” في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين؛ ليساهم في استبعاد “التحيز الجنسي” عن المجال العلمي؟
بالتأكيد لم يستيقظ الجميع يومًا مقررين الثورة على تلك المنهجية المغلوطة، لكن ساهم في ذلك طبيب الأعصاب الفرنسي “جان مارتن شاركو” ورأيه بعدم اقتصار اضطراب الهيستريا على الإناث وإنما بإمكان الذكور كذلك الإصابة به.
تتلمذ “فرويد” على يد “شاركو” لمدة عام (١٨٨٥/١٨٨٦)م، وتعتبر تلك الفترة من أهم المحطات العلمية في حياة فرويد؛ حيث أدرك حينها أن “الهيستيريا” اضطراب نفسي المنشأ عكس المتعارف عليه حينها -كان يتم اعتبارها اضطراب وظيفي ناتج عن خلل عضو معين-، وكان يتم العلاج عن طريق توجيه صدمة كهربائية مباشرةً للعضو الذي يشكو منه المريض؛ فكان “شاركو” يستخدم التنويم المغناطيسي لعلاج الهستيريا.
بعدما عاد “فرويد” إلى فيينا، أخذ على عاتقه نشر تلك الأبحاث عن الهستيريا وما توصل إليه والعمل على تحسين فنه العلاجي الذي تعلمه من “شاركوه” في فرنسا.
٠٠
نذكركم أنه ما زال بإمكانكم الاشتراك في دورتنا القادمة الخاصة بالتحليل النفسي المستوى الثالث، يقدمها الباحث والمحاضر في الفلسفة وعلم النفس أ/ معاذ قنبر.
تضمن ١٢ جلسة تحليلية مع صلاحية الحصول على كافة تسجيلات الدورة والمادة العلمية pdf.