اليوم العالمي للطفل

(سلمى عبدالوهاب)

 يعتبر أطفال اليوم أمل ومستقبل العالم، فماذا سيحدث إذا كان مستقبل هذا العالم يقع ما بين مَن يعانون من الندوب النفسية الغائرة ومن يعاني من العطب نتيجة التنشئة في بيئة سامة؟! 

يتجاهل البعض أهمية الصحة النفسية للأطفال رغم اهميتها، وحصر مرحلة الطفولة في صندوق وردي سعيد ملئ بالفراشات،  خالٍ من المشاكل وكأن الطفل مُحصن من الإصابة باضطرابات نفسية ومشاكل سوء توافق!

تكمن أهمية مرحلة الطفولة في كونها مرحلة حساسة في عملية التطور النمائي ونمو الفرد  النفسي، فلا نستطيع تجاهل فكرة أن مراحل النشأة تترتب الأحدث فيها على المرحلة التي سبقتها بحسب ما حققه الفرد من سواء أو انحراف؛ فالإضطراب في مرحلة الطفولة مثلا يترتب عليه بالضرورة اضطراب وأزمة في المرحلة التي تليها (المراهقة).

وفي اليوم العالمي للطفل نشارككم واحد من أهم المناهج العلاجية والوقائية الحديثة نسبيًا المستخدمة مع الأطفال.

“منهج العلاج باللعب المتمركز حول الطفل”

يعتبر اللعب لدى الطفل ممارسة حيوية ومظهر من مظاهر نموهم، فنجد ذلك يظهر جليًا أثناء المقارنة بين مسلك الطفل المضطرب أثناء اللعب واختلافه عن سلوك الطفل العادي (الصحيح نفسيًا) عندما يلعب.

يستطيع المعالج الاستفادة من “لعب الطفل” باعتباره وسيلة للتنفيس عن صراعاته وإحباطاته في الحياة اليومية.

يرى الدارسين أن اللعب وسيلة لـ”التعبير الرمزي” بالنسبة للطفل عن خبراته اليومية في العالم الواقعي من منظوره؛ فمثلًا أثناء اللعب بالدُمى يُسقِط الطفل عليها علاقاته بالمحيط الإجتماعي من حوله خاصة الأهل والأقران، والجو الانفعالي للأسرة والأدوار من حوله كما يُدركها.

أثبت “العلاج المتمركز حول الطفل” فعاليته مع الأطفال المضطربين إنفعاليًا ومع الأطفال الذين تم تشخيصهم كضعاف عقول وكذلك الأطفال الذين يعانون من إعاقة بدنية ومشكلات في التخاطب أو حتى صعوبات في القراءة أو صعوبات في التعلم الأكاديمي.

نضيف على ذلك إمكانية تطبيقه مع الأطفال العاديين الذين يعانون من مشكلات موقفية -عرضية- في بعض المواقف المتعلقة بالبيئة الخارجية.

تتميز أساليب “العلاج باللعب مع الأطفال” بالتنوع  ولكن تلتقي جميعها في احتوائها على القيم الإنسانية التي يحاول بها المعالج أن يتبادل المعلومات والأفكار مع الطفل؛ فيتداخل المؤثر العلاجي للأسلوب المتبع في العلاج مع القيم الذاتية الخاصة بالمعالج.

فلسفة “العلاج المتمركز حول الطفل” لا يعني فقط اهتمام المعالج بالمهارات والأساليب والفنيات العلاجية، ولكن يهتم بشكل كبير بالتركيز على نوع العلاقة التي تمكن  الطفل من أن ينمو انفعاليًا؛ ليستمد الثقة في نفسه.