نظرية المجال…جذور فيزيائية وتوجه إجتماعي

سلمىٰ عبدالوهـاب


«B=F(P,E)»

نعم، ما قرأته صحيح تماما!

Behavior, Function, Person, Environment…

ليست معادلة فيزيائية وإنما هي الصيغة المستخدمة في التعبير عن “نظرية المجال Field Theory”  لعالم النفس “كيرت ليفين Kurt Lewin” !

«علم النفس وباقي العلوم الانسانية»

تأثَر وأَثّر علم النفس بباقي العلوم الإنسانية والطبيعية منذ انفصاله عن الفلسفة واستقلاله كعلم مقنن له منهجيته الخاصة بالبحث والدراسة، ومن أمثلة هذا التأثر والتفاعل كانت “نظرية المجال Field Theory” لعالم نفس الجشطالتي “كيرت ليڤين Kurt Lewin ” والذي طورها في أربعينات القرن الماضي.

«السلوك الإنساني من منظور ليڤين»

ظهرت “نظرية المجال” نتيجة لاعتقاد “ليفين” أن سلوك الفرد يتكون من العديد من التفاعلات المختلفة، فيرى أن “السلوك الإنساني” هو محصلة تفاعل وصراع الفرد وبيئته (المحيط الإجتماعي والخلفية الثقافية). 

فعند النظر إلى البيئة الاجتماعية للشخص وتأثيرها على مجاله الديناميكي، وجد ليڤين أيضًا أن الحالة النفسية للشخص تؤثر على مجاله الاجتماعي، فسلوك الأفراد ليس بمعزل عن بعضهم البعض.

«”مجال” ليڤين: جذوره من الفيزياء وانتماؤه لعلم النفس»

بدأ تعريف “المجال” مع بداية تأسيس مدرسة “الجشطلت Gestalt”، وبالأساس تعتبر النظرية لها جذور من الفيزياء؛ فمثلًا كان يتم تمثيل “الوحدات” منفصلة عن كل ما هو موجود بالمحيط بواسطة الكلمات مع إهمال محاولة تمثيل تلك “الوحدات” مكانيًا، ففضّل “ليفين” تعريف وحداته البنائية بواسطة التمثيل المكان وتوضيح العلاقات المكانية بينها بإضفاء طابع رياضيًا.

تم اعتبار نظرية المجال على أنها مجموعة من المفاهيم والتي تفسر الواقع السيكولوجي وليس كمدرسة علاجية لها مضمون واتجاه محدد ومنفصل، وكانت بالاتساع بحيث يمكن تطبيقها على جميع أشكال السلوك.

«توجه ليڤين في حل قضايا الإنسان الإجتماعية»

يتم اعتبار توجه ليفين في علم النفس توجه‍ًـا إجتماعيًـا، فليڤين كان قد عبّر عنها صراحةً قائلًا بأن “علم النفس هو علم اجتماعي” وركز في دراسته للسلوك الإنساني كدالة للموقف الفيزيقي والاجتماعي.

طبّق ليڤين نظريته على ظواهر سيكولوجية واجتماعية متباينة، وحاول معالجة بعض المشاكل (مشكلات الأقليات، ديناميات الجماعة، سلوك الطفل الرضيع، الضعف العقلي، …إلخ) التي تواجه الإنسان.

«نظرية المجال ومدرسة الجشطلت… مبادئ تشابهت مع مفاهيم مختلفة»

رغم انتماء ليڤين في بداية حياته إلى مدرسة الجشطلت إلا أن نظريته اختلفت عن نظرية الجشطلت؛ فركز ليفين على (الحاجات، الإرادة،الشخصية، العوامل الإجتماعية) بينما في هذا الوقت نجد أن نظرية الجشطلت ركزت على (التعلم،الإدراك، التكوينات الفسيولوجية في شرح السلوك الإنساني).

#السلوك_الإنساني

#نظرية_المجال